شبكة الدفاع عن السنة

شبكة الدفاع عن السنة (http://www.dd-sunnah.net/forum/index.php)
-   الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام (http://www.dd-sunnah.net/forum/forumdisplay.php?f=7)
-   -   الاختراق الإسرائيلي لإيران (http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=75915)

أبو العلا 05-12-08 10:29 AM

الاختراق الإسرائيلي لإيران
 
!





!



!
الاختراق الإسرائيلي لإيران

كتب صالح النعامي (غزة) : بتاريخ 3 - 12 - 2008

حتى قبل إعلان الحرس الثوري الإيراني مؤخرًا عن إلقاء القبض على عددٍ من الإيرانيين، الذين اعترفوا بالعمل لصالح جهاز " الموساد " الإسرائيلي، وتقديم معلومات حول البرنامج النووي الإيراني، كان من الواضح أنّ لدى إسرائيل معلوماتٍ دقيقةً حول البرنامج الإيراني.

فبخلاف جميع المسئولين الإسرائيليين، واظب مئير دجان، رئيس جهاز " الموساد "، خلال إفاداته أمام الحكومة الإسرائيلية، ولجنة الخارجية والأمن التابعة إلى الكنيست، على القول بأن البرنامج النووي الإيراني مُتَعَثِّرٌ، وأنه يواجه مصاعب جدية، وذلك استنادًا إلى معلومات استخبارية دقيقة حصل عليها " الموساد ".

فمما لم يكشف عنه الحرس الثوري الإيراني: مدى نجاح " الموساد " في تضليل المؤسستين الأمنية والسياسية في إيران؛ حيث إن العلماء الإيرانيين الذين عملوا لصالح الموساد قاموا -بصفتهم رجال أعمال- ببيع الحكومة الإيرانية تجهيزاتٍ معطوبةً، سلّمها إياهم " الموساد "؛ لتُسْتَخْدَم في البرنامج النووي، الأمر الذي جعل هذا البرنامج يزداد تعثُّرًا، ومعه بدت تعهدات الرئيس الإيراني أحمدي نجاد بأنه في غضون وقت قصير، سيتم كشف النقاب عن تطورات إيجابية مفاجئة بشأن هذا البرنامج- مثيرةً للسخرية.

وقد سلط الاختراق الاستخباري الإسرائيلي لإيران من جديدٍ، الضوءَ على أهمية الاستخبارات، كَمَرْكَبٍ من مركبات العقيدة الأمنية الإسرائيلية، والتي كان لها الدور الهام والحاسم في جميع النجاحات العسكرية التي حققتها إسرائيل في الماضي والحاضر.


وواضح تمامًا أن كشف إسرائيل عن وجود منشأة بحثية سورية، تُعْنَى بالشأن النووي، وتدميرها عبر قَصْفِهَا من الجو، وتصفية عماد مغنية قائد العمليات في حزب الله، فضلًا عن الدور الحاسم للاستخبارات في حَسْمِ حرب العام 1967 وغيرها من الحروب، يُدَلِّلُ بما لا يقبل الشكَّ أنّ هناك ما يُبَرِّرُ توفير إسرائيل الإمكانيات والطاقات لاستثمارها في تطوير منظومتها الاستخبارية؛ حيث إن الاستخبارات -وفق النظرية الأمنية الإسرائيلية- تؤدي الأغراض الآتية:

1- توفير معلومات مُسَبَّقة لإحباط عمليات تخطط لها حركات المقاومة، والاستعداد لحروبٍ تَشُنُّها دولٌ في الجوار، أو برامِجُ تعكف عليها، ومن شأنها تهديد الأمن الإسرائيلي في المستقبل.

2- تساهم المعلومة الاستخبارية في تقليص الموارد المطلوب تخصيصها للجهد الحربي، فمثلًا عندما يتم استهداف المستوطنات الإسرائيلية بقذائف صاروخية من منطقةٍ من مناطق قطاع غزة على سبيل المثال، فإنه – في حال لم تتوفر المعلومات الاستخبارية الدقيقة عن الجهة المسئولة عن إطلاق الصورايخ – فإن هذا يتطلب تجريد حملة عسكرية كبيرة من أجل وقف إطلاق الصورايخ، لكنْ في حال توفرت المعلومات الاستخبارية، فإن هذا يُمَكِّن الجيش الإسرائيلي من العمل بقوات محدودة، وبجهدٍ قليلٍ، ضِدَّ الجهة أو المجموعات المسئولة عن إطلاق الصواريخ.

3- زَرْعُ عدم الثقة في أوساط الأطراف الفلسطينية والعربية والإسلامية التي تتجسس عليها إسرائيل، فعندما يُكْتَشَفُ أن هناك أشخاصًا يعملون لصالح إسرائيل، وتحديدًا في الدوائر المهمة، فإن هذا يزرع بذور الشك في كُلِّ هذه الدوائر؛ حيث تُصْبِح أكثر حذرًا في مواصلة مخططاتها ضد إسرائيل، على اعتبار أنها قد تكون مكشوفةً لإسرائيل. فضلًا عن أنه يُقَلِّصُ ثقة الجمهور بالمؤسسة الحاكمة، فبكل تأكيدٍ فإن الإيرانيين الذين كانوا يستمعون إلى التعهدات التي أطلقها الرئيس نجاد بشأن البرنامج النووي الإيراني، لم يعودوا واثقين بها.

4- استطاعت إسرائيل من خلال الانطباع الذي تَكَرَّسَ حول قوة أجهزتها الاستخبارية، وقدرتها على اختراق دُوَلٍ في العالمين العربي والإسلامي أنْ تَدْخُلَ في شَراكَةٍ من منطلق قوةٍ، مع عددٍ من القوى العالمية، وأن تقايض المعلومات الاستخبارية التي تحصل عليها بمكاسب استراتيجية. فالولايات المتحدة، وحلف الناتو، والدول الأوروبية- بشكل منفرد- تستند في كثيرٍ من الأحيان إلى المعلومات الاستخبارية التي تجمعها الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية.


وبذلك تصيد إسرائيل عصفورين بحجر واحد، فمن جهةٍ تَحْصُلُ على مقابِلٍ، لقاءَ ما تقدمه من معلومات استخبارية، على شكل تجهيزاتٍ وتقنيات عسكرية وغيرها، ومن ناحية ثانية، فإنها تتمكن من تمرير معلوماتٍ مغلوطةٍ؛ لتحقيق مكاسب سياسية وأمنية لها.

فمثلًا قرار الرئيس الأمريكي جورج بوش، بِوَقْفِ التعامل مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، كان بناءً على معلومات استخبارية نقلتها له إسرائيل، على شكل " أدلة " مُفَبْرَكة، تربط عرفات بعملياتِ المقاومة خلال انتفاضة الأقصى. مع أن دان مريدور، الوزير الإسرائيلي الذي كان مُكَلَّفًا بالإشراف على الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية في ذلك الوقت، يعترف بعد استقالته، أنه لم يكن هناك أيُّ دليلٍ ماديٍّ قويٍّ يُمْكِنُ أن يربط عرفات بعمليات المقاومة.


وفي الوقت الذي تهتم فيه الدول العربية ببناء الأجهزة الاستخبارية، التي تُعْنَى بشكلٍ خاصٍّ، بمطاردة القوى السياسية فيها، وتحديدًا الإسلاميين، فإن إسرائيل حرصت على بناء أجهزة استخبارية بهدف جمع المعلومات عن الدول العربية والإسلامية وحركات المقاومة.
وبسبب الأهمية القصوى التي توليها إسرائيل لعمل الأجهزة الاستخبارية، فإن أهم جهازين استخباريَّيْن في تل أبيب، وهما: جهاز المخابرات الداخلية " الشاباك "، الذي يُعْنَى بجمع المعلومات عن المقاومة الفلسطينية، وجهاز " الموساد " الذي يُعْنَى بجمع المعلومات الاستخبارية عن الدول العربية والإسلامية، يتْبَعَان مباشرةً رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وفي نفس الوقت، فإنّ إسرائيل تُخَصِّصُ موارد ضخمةً وكبيرةً لهذه الأجهزة، وتحاول دَعْمَ هذه الأجهزة بطاقاتٍ بشرية مناسبة. فمثلًا قبل عام نشر جهاز " الموساد " إعلاناتٍ في الصحف الإسرائيلية؛ لتجنيد شباب يهود يجيدون اللغة الفارسية للعمل في صفوفه، وذلك من أجل مواصلة التجسس على إيران، ومحاولة الإيقاع بمزيد من الإيرانيين.

قصارى القول: الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية لا تقوم بعملٍ خارقٍ عندما تحقق هذه الاختراقات، بل على العكس تمامًا، فنجاحاتها تأتي فقط لانعدام جَهْدٍ استخباريٍّ عَرَبِيٍّ فِلَسْطِينِيٍّ، على أُسُسٍ مِهَنِيَّة ومؤسساتية مناسبة.
المصدر: الإسلام اليوم

http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=57264&Page=5


الساعة الآن 10:34 PM.

Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "