بين عثمان وعلي..رضي الله عنهما وأرضاهما
 

كانت العلاقة بين هذين الصحابيين الجليلين..علاقة حب ومودة..كما تذكر كتب السير..
بل جملة المنقول في ذلك..يبين أن علاقة علي رضي الله عنه..بعثمان..رضي الله عنه أقوى من علاقته..بالشيخين..
من حيث المسامرة ونحو ذلك..
ومن تقارب منزلتها..حصل بعض الخلاف عند بعض السلف..في أيهما أفضل..
وثمة شبه إجماع أن عثمان أفضل..
وذهب الإمام الذهبي أن مجرد تفضيل علي على عثمان..لايعتبر تشيعا..وقال لعل قدرهما عند الله واحد
والراجح أنه أخف درجات التشيع..والله أعلم

وقد تأملت في هذين العظيمين..فوجدت أبز سمة لعثمان:الحياء..من الله تعالى..ثم من المؤمنين..
وأبرز ما بز به علي:الشجاعة..في سبيل الله تعالى

وعند التحقيق..يتبين أن الحياء..كميزة أعظم..من الشجاعة..وليس معنى هذا كما قد يفهم شيعي ساذج..أن عليا رضي الله ليس بحيي!..بل هو فدته نفسي..ورد عنه من ذلك..ما يدل عليه..ولكن المقصود: السمة الأبرز..

والسبب أن الحياء..خلق يحمل صاحبه..على فعل كل ما يزين..وترك ما يشين..
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم"إذا لم تستح فاصنع ما شئت"
ومن هذا العموم..نستنتج..أن الحياء نفسه يحمل صاحبه على الشجاعة نفسها..حتى لو كان صاحبه في الأصل مجبولا على الجبن..
فكان الحياء كخلق..وكسمة بارزة..أعظم..من الشجاعة..ولهذا-والله أعلم-كان عثمان أفضل من علي..

ومما يدل على ذلك..
أن عثمان رضي الله عنه..يوم الدار..عندما أراد الموتورون المنافقون الكذبة قتله..وكان يعلم علم اليقين أنه مقتول..لا محالة..وكان بوسعه أن يأمر الصحابة بالذب عنه..وعلى رأسهم الحسن والحسين وابن عمر وغيرهم..رضي الله عنهم..
وكان بوسعه أن يستجيب لطلب معاوية رضي الله عنه..بإرسال مدد لقمع هؤلاء المردة..
فحمله حياؤه على أن يأبى كل ذلك..ويتحلى بشجاعة ..هي أعظم من شجاعة المقاتل..لأن المقاتل..قد يسلم..بكره وفره..بخلاف حالة عثمان..التي تشبه المحكوم عليه بالإعدام..وموطن العظمة..أن بمقدوره أن يصدر أمرا..بكفهم عنه..ومع هذا لم يفعل

والله أعلم وأحكم